عنوان الفتوى : كتابة إن شاء الله أو إنشاء الله أيهما الصواب؟
تاريخ الفتوى : 27 جمادي الثانية 1424 / 26-08-2003
السؤال
منتشر في المنتديات أنك لا تكتب كلمة إن شاء الله بهذه الطريقة إنشاء
لله لأن معنى كلمة إنشاء هو الخلق أو البناء فما أدري هل هذه
المعلومة صحيحة أم إذا كانت صحيحه فيلزم تصدر بها فتوى رسمية لأن
معظم الناس تكتبهاهكذا إنشالله ....
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن لفظ: (إن شاء) في الاستثناء بكلمة: (إن شاء الله) يختلف عن لفظ
(إنشاء) في الصورة والمعنى.
أما الصورة، فإن الأول منهما عبارة عن كلمتين: أداة الشرط (إن)،
وفعل الشرط (شاء). والثاني منهما كلمة واحدة.
أما المعنى، فإن الأول منهما يؤتى به لتعليق أمر ما على مشيئة الله
تعالى، والثاني منهما معناه الخلق كما ذكر السائل، فتبين بهذا أن
الصحيح كتابتها (إن شاء الله)، وأنه من الخطأ الفادح كتابتها كلمة
واحدة (إنشاء الله) فليتنبه.
ولعل من المناسب أن نذكر بعضاً مما ورد بشأن هذه الكلمة، ومن ذلك:
أولاً: توجيه الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم إلى هذا النوع من
الأدب، وذلك في قوله سبحانه: وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ
يَشَاءَ اللَّهُ [الكهف:23-24].
قال الجصاص في كتابه أحكام القرآن عن هذا الاستثناء: فأعلمنا الله ذلك
لنطلب نجاح الأمور عند الإخبار عنها في المستقبل بذكر الاستثناء الذي
هو مشيئة الله.
الثاني: ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: قال سليمان بن داود نبي الله: لأطوفنّ الليلة
على سبعين امرأة كلهن تأتي بغلام يقاتل في سبيل الله، فقال صاحبه، أو
الملك: قل إن شاء الله، فلم يقل ونسي، فلم تأت واحدة من نسائه، إلا
واحدة، جاءت بشق غلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولو قال: إن
شاء الله لم يحنث، وكان دركاً له في حاجته.
أي لحاقاً وتحقيقاً لحاجته ومبتغاه.
قال الحافظ في الفتح: قال بعض السلف: نبه صلى الله عليه وسلم في هذا
الحديث على آفة التمني، والإعراض عن التفويض، قال: ولذلك نسي
الاستثناء ليمضي فيه القدر. انتهى
والله أعلم.